بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة فائقة في روعتها ... بليغة في اوصافها ... معبرة في مفرداتها
عنوانها : لغة الحجارة
أبتاه ما زالت جراحي تـــــــنزفُ **** واللــــــــيل أعمى والمدافع تقصفُ
بيني وبين مطامحي ألف يـــــــــد **** هـــــــــذي تريق دمي وهذي تغرفُ
ليل التخاذل سيطرت ظلماتــــــــه **** والقــــــــلب بالهمّ الثــــــقيل مغلفُ
وتثائب الصمت الطويل ومقـــلتي **** تـــــــرنو الى الافق البعيـد وتذرفُ
وأمام باب الدار يرقبني الــــردى **** وعـــــلى النوافذ ما يخيف ويرجفُ
من أين أخرج يا أبي والى متــــى **** أحيــــا على خدر الوعود وأضعفُ
نشقى وتجار الحروب قلوبهــــــم **** بلقــــــــاء من شربوا دمي تتشرفُ
ويسومنا الاعداء شر عذابـــــــهم **** فــــــــــإلى متى لعدونـــا نتلطف ؟
ها نحن يا أبتي نعيد لقومـــــــــــنا **** شــرف الدفاع عن الحمى ونشرّفُ
طال انتظار صغاركم فتحــــركوا **** لمـــــــا رأوا أن الكبار توقــــــــفوا
وتلفتوا نحو السلاح فــــــــما رأوا **** إلا الحصــــــى من حولهم تــتلهف
عزفوا بها لحن البطولة والحصى **** في كـــــــف من يأبى المذلة تعزف
هذي الحجارة يا أبي لغة لنــــــــا **** لمــــــــا رأيـــــنا أننا لا نـــــنصف
لما رأينا أن حاخـــــاماتهــــــــــم **** يـــــــتلاعبون بنا فيرضى الأسقف
لما رأينا أن أمتــــــــــنا علـــــــى **** أرض الخـــــــلاف قطارها متوقف
ماذا نؤمل يا أبي مــــــــــن فاسق**** يلهـــــو ومن متـــــــدين يتطرف ؟
جيش الحجارة يــــا أبي متقـــــدم **** والمعتـــــدي بسلاحــــــــه متخلف
أنا لا أتوق الى الفناء وإنمــــــــــا**** مـــوت الكريم على الشهادة أشرف
بيني وبين حصى بلادي موعــــد **** ما كـــــــان يعرفــه العدو المرجف
يتعوذ الرشاش مــــــــــن طلقاتها **** ويفــــــــر منها المستـــــبد الأجوف
لغة الحجارة يـــا أبي ، رسمت لنا **** وعــــــد الإباء ووعـــدها لا يخلف
وغدت تــــــــنادينا نداء صــــادقا**** وفؤادهــــــــا من ضعفنــــــا يتألف
لا تألفوا هذا الـــــركون الى العدا **** فالـــمرء مشدود الى مـــــا يألــــف
هزوا سيوف الــحق في زمن على **** كـــتــفيه من ظلم الــعدا ما يجحف
عفواً أبي فقصائدي مجــــــروحة **** تـــــشكو معانيها وتبكي الأحرف
وقلوبنا مشحونة باليأس فـــــــــي **** زمـن يداس به الضعيف ويجرف
يتطلع الاقصى الــــيّ وحولــــــه **** عــــــين تراقبه وسمع مـــــرهف
ويد مجمدة على الرشاش لــــــــم **** تـــغسل بماء منذ ســـــاء الموقف
في وجه صاحبها نفور صــــارخ **** وعــــــلامة للغدر ليست توصف
هذا هو الاقصى وطائر مجـــــــده **** يشدوا بألحان الهـــــدى ويرفرف
تتحلق الاعوام في ساحـــــــــــاته **** حِلَقــــــــــاً تسبّح للإــــله وتهتف
ويقبّل التاريخ ظــــــاهر كـــــــفه **** وبثــــــوبه جســـــد العلا يتلحف
واليوم يرقبنا بطرف ساهــــــــــر **** ويـــداه من هول المصيبة ترجف
ما زال يدعو يا أبي وفـــــــــؤاده **** من كـــــــــل معنى للتخاذل يأنف
يا أمة ما زلت أنشد مجــــــــــدها **** شعـــراً يطاوعني صداه ويسعف
المجد مجدك إنمـــــا أزرى بـــــه **** راع يـــتيه وعالم يتـــــــزلـــــف
وشبيبة هجرت مبــــادئ دينهـــــا **** وغـــــدت لأفكار العــدا تـتلقــف
يا زورق أحلام في بـــحر الأسى **** هـــــــذي يدي رغم القيود تجدف
وبوارج الأعداء تخـــتزن الردى **** ربـّــــــانها متطاول متعجــــرف
واجهت يا أبتي الخطـوب وعدتي **** قـــــــلب عصاميّ وحسٌ مرهف
وتوجهٌ لله يجـــــــــعل هامــــــتي **** أعلى ، وإن جار الطغاة وأسرفوا
أبتاه لن يحمي حمى أوطانــــــــنا **** إلا حـــــسام لا يُـــــفلّ ومصحفُ