الصداقة رداءٌ يحتاج إليه الإنسان؛
لينعم عند ارتدائه بدفءٍ خاص
..
خيوطه تلك المشاعر الإنسانية
الصادقة, ود وحب وتعاضد وتعاون
وبقاء
وغيرها مئات الأشياء
,
خيطٌ على خيطٍ
رداء في وجه الوحدة
..
في وجه الأزمات.. وعند الضيق..
رداء لا نختار نحن أن نَلْبَسَه
ولكننا بالتأكيد نختار أن نُلْبِسَه
..
فهل نفكر أن نعطي في هذا الزمن ـ
الذي يقف على عكازيّ "أنا وهات" ـ
شيئاً ذو قيمة
..
سيقع ـ إن بقي ـ على هذه الأنا
..
وعلى تلك المصلحة التي ستتكسر
وستذوب حروفها كما يذوب الثلج
تحت أشعة الشمس
ماذا لو صنعنا غيمة من القطن..
حجبنا بها قسوة الشمس
فتخطينا بها أزمات الحياة
لتظل قطعة الثلج على قيد الوجود
.
نعم
نحن من يصنع رداء الصداقة
ونحن من يربط خيوطه
ونحن من يمزقه
..
فهل نحاول أن نُكون صداقات متينة
تمتاز بالصدق والوفاء والعطاء؟
صداقة إذا تمسكنا بآدابها واحترمناها
دامت ولم تحدث الفرقة
صديقي من يقاسمني همومي
ويرمي بالعداوة من رماني
ويحفـظني إذا ما غبت عنه
وارجـوه لنائـبة الزمان