برج بيزا المائل بإيطاليا
يقع برج بيزا في مدينة توسكاينا بإيطاليا وهو منشأة معمارية جميلة وفريدة من نوعها، وهو مبني عل طراز معماري روماني ومصنوع من الرخام الأبيض وعلى شكل أسطواني يتكون من ثمانية طوابق.
أما سبب شهرة هذا البرج فبالإضافة إلى تصميمه الرائع فهو بناء لا يقف بشكل عمودي مثل كل الأبنية، بل هو مائل بشكل ملحوظ، وسبب حدوث هذا الميل هو حدوث هبوط في التربة تحت جزء من قاعدة البرج، وظن الجميع بأن البرج سينهدم إلا أنه بقي شامخاً حتى الآن.
وقد حاول المهندسون والمعماريون استدراك هذا الميلان ولكنهم لم ينجحوا تماماً، وفي عام 1275م تم استكمال الدورين الرابع والخامس في اتجاه الجهة المعاكسة لجهة الميلان لتعديل مركز الثقل ولكن الميلان استمر في الزيادة إلى أن بلغ الآن حوالي 18 قدماً.
ومن أجل المحافظة على البرج فقد أقيمت عدة سقالات ودعامات حول الهيكل الخارجي كإجراء وقائي مؤقت لمنعه من السقوط.
ويحاول عدد كبير من أشهر المعماريين العالمين في حل مشكلة البرج التي تعتبر من أصعب المشاكل الهندسية للمحافظة على شكل البرج المائل.
سور الصين العظيم
الصين دولة كبيرة من دول شرق آسيا وتعتبر من أقدم دول العالم حضارة، حيث يعود تاريخ حضارة الصين إلى 6000 عام، ولعل أهم آثار الحضارة الصينية القديمة هو سور الصين العظيم وهو أعظم مشروع قديم في العالم، ولشدة ضخامة حجمه فقد رآه رجال الفضاء من القمر، وهو طويل جداً حيث يمتد لمسافة تبلغ حوالي 6700 كم، ويقال إن الطوب المستخدم في بناء السور العظيم يكفي لبناء جدار بارتفاع 5 أمتار وسمك متر واحد يلف حول الكرة الأرضية كلها مرة واحدة.
وسبب بناء السور هو حماية المنطقة من الغزو وهجوم الأعداء، حيث كانت مناطق ومدن الصين تتعرض لهجوم قبائل البدو، وكان أسم قبائلهم (الهون) وهم قبائل لا يعرفون الزراعة وليس لديهم مصدر رزق إلا الغزو والسرقة والهجوم على القبائل الأخرى.
وكانت الصين تنقسم إلى عدة ممالك أو دول صغيرة مختلفة باستمرار وتحصل بينهم حروب، فكان لكل مملكة سور خاص يحيط بأرضها ليحميها من الهجوم والسرقة.
ثم جاء إمبراطور صيني مشهور اسمه (تشين سي هوانج) وهو قائد ذكي وقوي استطاع أن يوحد الصين كلها ويجعلها دولة واحدة وهو إمبراطورها وحاكمها، وقام هذا الإمبراطور ببناء أسوار جديدة وإعادة بناء الأسوار القديمة وبنى الممرات وكان يجبر الناس على العمل في ظروف شاقة وصعبة.
وبعد فترة من الزمن جاءت أسرة تدعى أسرة هان الملكية وحكمت الصين، وقامت هذه الأسرة الحاكمة بإنشاء سور ضخم جداً أكبر من السور الذي بناه الإمبراطور السابق، وقد بنت سوراً ضخماً بسبب عودة قبائل البدو التي كانت تهجم على الصين وازدياد قوة تلك القبائل، وأقامت الأسرة على السور أبراجاً وهي غرف فوق السور عالية لمراقبة الأعداء عند هجومهم.
وقد ساعد وجود السور على حماية الصين من السرقات وعلى اطمئنان الناس والعمل دون خوف.
وكانت معظم المواد المستخدمة في بناء السور تجلب من الصين نفسها, وأهم معظم المواد الخشب والقرميد والحجارة والتربة، وقد استخدمت الحجارة على الجبال الشاهقة بينما استخدمت التربة في السهول، أما في المناطق الصحراوية فقد بنيت الأسوار بالقصب وأغصان الأشجار المبطنة بالرمال. وسور الصين في الوقت الحالي لم يعد ينفع لصد الهجوم لأن هجوم الأعداء يكون بالطائرات، ولكنه يعتبر أثراً سياحياً يذهب إليه الناس من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بمنظره وتأمل قوة القدماء.
تاج محل بالهند
تاج محل هو من أجمل المباني الإسلامية في الهند من حيث الروعة والزخرفة والتصميم الهندسي.
وهو مبنى عملاق يشرف على مدينة أكرا بالهند، والتي كانت عاصمة المغول في ذلك الحين إلى أن قام الإمبراطور شاه جهان الذي حكم الهند قبل أكثر من 300 سنة بنقل العاصمة من أكرا إلى مدينة دلهي والتي هي عاصمة الهند حتى اليوم.
وقد شيدَّ هذا البناء الضخم الإمبراطور شاه جهان تكريماً لزوجته وشريكة حياته والتي كان اسمها (ممتاز محل) حيث كان الإمبراطور يحب زوجته كثيراً لأنها كافحت معه وكانت مخلصة له وأنجبت له ستة أولاد، ولما توفيت في عام 1630 حزن عليها زوجها الإمبراطور حزناً شديداً وقرر أن يقيم لها أجمل مقبرة يمكن أن يشاهدها إنسان، فاستدعى المهندسين المعماريين من كافة أنحاء العالم من الهند وتركيا وفارس والجزيرة العربية ليتعاونوا في وضع تصميم مميز لهذا البناء، وبعد 18 عاماً أصبح البناء جاهزاً بعد أن اشترك في تنفيذه أكثر من 20 ألف عامل، وقد جلبوا له الحجارة الجميلة والرخام الأبيض المصقول من الهند ومصر والجزيرة العربية والتبت.
ويبلغ ارتفاع المبنى حوالي 61م كله من الرخام الأبيض وكتبت عليه آيات من القرآن الكريم باللون الأسود.
وقد تم ترصيع وتزيين جدران المبنى بالأحجار الكريمة والعقيق وزهور عباد الشمس وأحجار الفيروز في تنسيق رائع يبهر الأبصار ويسلب العقول كما تحيط بالمبنى من كل جانب مجموعة من القباب الكبيرة والصغيرة غير المتصلة والتي يبلغ ارتفاع بعضها 41 متراً.
وكانت تحيط بالمبنى حديقة كبيرة تعتبر قمة في التخطيط والتنسيق الرائع حيث كانت تضم النافورات الجميلة والأشجار العالمية المشكلة بطريقة هندسية جميلة وبعد وفاة الإمبراطور دفن في نفس البناء إلى جانب زوجته.