شنّ الطيران الإسرائيلي اليوم الاثنين سلسلة من الغارات على قطاع غزة موقعا خمسة شهداء، ليرتفع عدد الشهداء منذ الجمعة الماضية إلى 23. وبينما رهنت فصائل فلسطينية وقف هجماتها الصاورخية بالتزام إسرائيل بالهدنة, لوحت تل أبيب بعملية برية في غزة.
وأوقعت أولى الغارات الإسرائيلية اليوم شهيدين من الجهاد الإسلامي في خان يونس, وأسفرت غارة أخرى عن استشهاد فتى في الخامسة عشرة وجرح ستة في منطقة السودانية بشمالي قطاع غزة. وقال مراسل الجزيرة إن الغارة على السودانية استهدفت مجموعة من التلاميذ.
وفي وقت لاحق اليوم, أغار الطيران الإسرائيلي على مخيم جباليا مما أسفر عن استشهاد مدني فلسطيني (65 عاما) وابنته (35 عاما). وقالت مصادر طبية في غزة إن 45 فلسطينيا أصيبوا أيضا اليوم, بينما ارتفع عدد المصابين منذ بدء الغارات إلى سبعين.
وكانت موجة الغارات الإسرائيلية بدأت الجمعة الماضية باغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي بدعوى الرد على هجمات صاروخية فلسطينية.
مبنى مدمر بمخيم جباليا بعد استهدافه بغارة إسرائيلية أوقعت شهيدين وجرحى (الفرنسية)
تهديد باجتياح
وقد لوح جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم بعملية برية في غزة في حال تواصلت الهجمات الصاروخية منها. وقال الناطق باسمه يوآف موردخاي إن الجيش مستعد لشن عملية برية إذا استمر تهديد سكان جنوب إسرائيل, في إشارة للمدن والبلدات القريبة من غزة مثل أسدود وعسقلان.
في الوقت نفسه, قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل ستواصل ضرب كل من يهاجم المدنيين (الإسرائيليين), وتحدث عن اعتراض أربعين صاروخا فلسطينيا بفضل نظام "القبة الحديدية", وهو نظام للدفاع الصاورخي. ونُقل عن قائد الأركان الإسرائيلي بيني غانتس قوله إن الجيش سيستمر في توجيه ضربات قوية لغزة، بينما أعلنت قوات الاحتلال أنها ستنصب بطارية قبة حديدية رابعة لاعتراض الصواريخ.
من جهته, قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مدينة أسدود الساحلية -التي استهدفتها صواريخ المقاومة الفلسطينية- إن إسرائيل ستضرب أي شخص يهاجمها أو يخطط لمهاجمتها.
وفي سياق التهديدات ذاتها, قال وزير الأمن العام الإسرائيلي إسحاق أهارونوفيتش اليوم إن الرد على إطلاق الصواريخ من غزة ينبغي أن يكون "قويا" لإنهاء الوضع "الذي لا يمكن تحمله", مضيفا أن من الصعب إبقاء مليون شخص في المخابئ لأربعة أيام.
أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فاتهم من جهته إيران بدعم حماس وما سماها بـ"منظمات الإرهاب الأخرى" اقتصاديا وعسكريا. وقال إن استمرار الصواريخ يقبر أي احتمال في المستقبل لربط قطاع غزة بالضفة الغربية المحتلة ما دامت حماس تسيطر على القطاع, وإن الفلسطينيين حكموا على أنفسهم بعزلة يبدو أنها ستدوم أجيالا، حسب تعبيره.
صاروخ إسرائيلي أُطلق من أسدود
لاعتراض صاروخ فلسطيني من غزة (الفرنسية)
تهدئة بتهدئة
في الجانب الفلسطيني, توعدت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل برد قوي على غاراتها، وقالت إنها ستفرض على الإسرائيليين البقاء في الملاجئ.
وقال زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "سنستمر في الرد على العدوان الإسرائيلي"، وأضاف أنه "لا حديث عن تهدئة أو وقف لإطلاق النار أو وساطات"، وأن "إسرائيل هي التي بدأت في العدوان لذلك عليها أن توقف عدوانها أولا، وبعد ذلك نقيّم الموقف وندرس إمكان وقف إطلاق النار".
وتابع النخالة "أبلغنا المصريين بأننا سنواصل هجماتنا ضد إسرائيل ونرفض كل محاولات العودة إلى التهدئة". كما شدد القيادي في الجهاد في غزة خالد البطش على أنه "لا يمكن الحديث عن تهدئة في ظل العدوان" الإسرائيلي. وفي السياق ذاته, قال القيادي في الجهاد الإسلامي داود شهاب إنه لا تهدئة ما لم يكن هناك التزام إسرائيلي بها.
ومن جهته, قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم للجزيرة إن إسرائيل ردت حتى الآن على كل الجهود التي بذلت مع مصر وغيرها بتصعيد عملياتها العسكرية.
وكان رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية قال أمس إن موقف الفصائل الفلسطينية في الاتصالات التي أجرتها حكومته لاستعادة التهدئة في القطاع "إيجابي ويتحلى بالمسؤولية".
ضغوط لوقف التصعيد
وفي مسعى لإنهاء التصعيد الإسرائيلي, دعت الصين اليوم إسرائيل إلى وقف الغارات الجوية على قطاع غزة، وأبدت رغبتها في التوصل لوقف لإطلاق النار.
وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية اليوم الاثنين أن حكومة إسرائيل تتعرض لضغوط دولية متزايدة تطالبها بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، وأشارت إلى تقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي تفيد بأن جولة التصعيد الحالية ستتوقف في منتصف الأسبوع الحالي.
وقالت صحيفة هآرتس إن الجيش الإسرائيلي أوصى القيادة السياسية بتشديد الغارات الجوية مع الأخذ في الحسبان الضغوط الدولية.